أفادت "رويترز" أن مجموعة من أبرز المثقفين في سوريا ستعقد اجتماعا في دمشق، اليوم الاثنين، سعيا لإيجاد مخرج للبلاد.
ويضم الاجتماع المقرر عقده في أحد الفنادق بدمشق منتقدين بارزين للرئيس السوري بشار الأسد الذين يحظون بالاحترام في دوائر المعارضة، بالإضافة الى بعض الأشخاص المعروفين بتأييدهم للأسد.
ووصف منظمو مؤتمر يوم الاثنين بأنه منبر لشخصيات مستقلة تبحث عن سبيل للخروج من دائرة العنف.
وقال المعارض عارف دليلة لـ"رويترز" عبر الهاتف من دمشق أنه لا يوجد أي شخص يمثل النظام أو المعارضة بصفة رسمية، لكن النخبة المثقفة من واجبها أن تجتمع وتطالب بإنهاء القمع العسكري والإفراج عن السجناء السياسيين وإرساء الحريات السياسية.
وقال دليلة وهو اقتصادي بارز سجن لمدة ثمانية اعوام بعد أن انتقد منح عقد في مجال الاتصالات لابن خال الاسد أن معظم المشاركين يطالبون بجدية كاملة اتخاذ اجراء للتحول الى نظام ديمقراطي.
وقال الكاتب لؤي حسين وهو من ناشطي المعارضة البارزين الذين سيحضرون الاجتماع إن الهدف هو مناقشة الوضع الذي يهدد البلاد والانتقال بطريقة آمنة وسريعة نحو دولة ديمقراطية ومدنية تحقق المساواة والعدالة لجميع المواطنين دون تمييز.
لكن جماعة ناشطين تطلق على نفسها اسم "اتحاد تنسيقات الثورة السورية" نددت بالمؤتمر ووصفته بأنه محاولة لإضفاء الشرعية على النظام.
وفي استنبول حيث اختتم 150 من الناشطين الشبان السوريين مؤتمرا للمعارضة استمر لمدة يومين، يوم الأحد، انتقد المشاركون أيضا الاجتماع المزمع عقده الاثنين.
وقال إياد قرقور وهو ناشط انتخب للجنة التنفيذية إنهم يحترمون تاريخ أشخاص مثل دليلة وحسين لكن كون أن المؤتمر سيعقد في الوقت الذي تستمر فيه أعمال القتل هو تستر على اخطاء النظام.
وأضاف أنه ايا كان ما سيقرروه فلن يكون له أي تأثير على المحتجين على الأرض.
وكان دليلة وحسين ضمن مجموعة من أربعة ناشطين اجتمعوا مع مستشار للاسد قبل شهرين لمناقشة حوار وطني. وبعد الاجتماع قال الأربعة إنه لا يمكن إجراء حوار في ظل استمرار قتل المتظاهرين وقيام قوات الامن باعتقال وتعذيب السوريين بالآلاف.
إلى ذلك، نقلت "الجزيرة" عن المحامي أنور البني قوله إنها المرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا التي تعقد فيها شخصيات مستقلة اجتماعا بشكل علني، لافتا إلى أن الاجتماع "لن يضم أحزابا معارضة".
وأضاف البني، الذي أمضى خمسة أعوام في السجن، أن هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو مائة مثقف ويستمر يوما واحدا "يهدف إلى بحث الوضع للخروج من الأزمة".
وقال معارض لـ"فرانس برس" رفض كشف هويته إن "المعارضين رفضوا عرض الحوار الذي تقدم به النظام السوري، مطالبين أولا بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين وانسحاب الدبابات من الشوارع".
من جانبه، أعلن الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو لفرانس برس أن "المعارضين لن يحاوروا النظام إذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلك".
وأضاف كيلو الذي سجن ثلاثة أعوام لتوقيعه "إعلان دمشق" أنه من حق الناس أن يتظاهروا سلميا، وأنه يجب الإفراج عن المعتقلين. وعلى السلطات أن تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة، وإلا "فلن ينجح الحوار".
0 التعليقات:
إرسال تعليق