طيب، وبعد كل ما قيل أو يقال؟ ماذا تحتاج مصر؟ فالذى يقال لا يسر عدوّا ولا حبيبًا، فى المرحلة الأولى من الثورة كان الشعار هو «محدش فاهم حاجة»، وفى المرحلة الثانية أصبح «دع من يريد أن يتحدث فليتحدث»، فالذى يحب مصر ويخاف عليها أصبح يكلم نفسه، فى كل مكان، فى البيت، فى العمل، وفى الشارع، كلامه يكون خوفًا على نفسه وعلى بلده، فالذي كان لديه الحل فى انخفاض الأسعار لم تنخفض، والذى عاش وهو يظن أن الحياة ستصبح وردية لم يجدها كذلك، والذى كان يبحث عن الأمن والأمان لم يجده، والذى كان يحلم بوظيفه لم تأت، والذى كان يحلم بأن يتحد النخبويون من السياسيين خاب ظنه، والذى تحمس لإنشاء أحزاب جديدة لم يجدها كما كان يتمناها.