جاء ذلك فى المؤتمر الجماهيرى لجماعة الإخوان المسلمين بمدينة السادس من أكتوبر، والذى حضره ما يقرب من 7 آلاف مواطن وتضمن عدة مشاهد مختلفة لم تجتمع كلها فى أى مؤتمر واحد من قبل.
المشهد الأول، غاب شعار الجماعة "الإسلام هو الحل" من على اللافتة الأساسية للمؤتمر واستبدالها بعبارة "نحمل الخير لكل الناس"، وهى العبارة التى استخدمتها الجماعة فى الانتخابات البرلمانية الماضية للهروب من اتهامات استخدام الشعارات الدينية فى الدعاية الانتخابية.
و تمثل المشهد الثانى فى حضور 10 من رجال الأعمال المحسوبين على الحزب الوطنى المنحل فى المؤتمر بصفة رسمية من كبار جمعية مستثمرى السادس من أكتوبر، على رأسهم المهندس صفوان ثابت رئيس الجمعية وخالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر والتكنولوجيا وعبد المنعم السعودى رئيس مجلس إدارة سوزوكى إيجيبت ومحمد جنيدى رئيس مجلس إدارة شركة gmc ، فضلا على جلوسهم فى المقعد الأول وتوجيه التحية لهم من قبل الدكتور بديع أكثر من مرة أثناء انعقاد المؤتمر .
المشهد الثالث هو دعوة الدكتور بديع للمرة الأولى بأن يحفظ الله الثورة ولا يسرقها اللصوص، فى دلالة أكيدة على خوفه من المخاطر التى تمر بها الثورة المصرية هذه الأيام، فضلا عن تأكيده على تمسكه بالقصاص العادل لأسر الشهداء من رجال النظام السابق مستشهدا بأسرة الشهيد كريم بنونه التى لا تريد نيشانا أو شارعا باسمه، إنما تريد القصاص.
المشهد الرابع هو تغير مدينة 6 إكتوبر من المدينة التى تتضمن أحد أكبر قلاع جهاز أمن الدولة إلى مدينة ترفرف فيها أعلام جماعة الإخوان المسلمين، فعندما أنشد أحد أفراد الجماعة نشيد " حلوة بلادى " كانت أعلام الجماعة ترفرف فى السماء، فى دلالة لكون الجماعة هى أكبر تنظيم على أرض الواقع وحزبها " الحرية والعدالة " أكبر فصيل سياسى.
المشهد الخامس، هو غياب الجانب السياسى عن كلمة الدكتور بديع التى استمرت قرابة 35 دقيقة، وتركيزه على الجانب الدعوى والتربوى فى الجماعة بالتزامن مع غياب الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة والدكتور سعد الكتاتنى وعصام العريان، وحضور ممثل الحزب فى الجيزة فقط، فضلا عن عدم حديثه فى المؤتمر رغم السماح لأغلب حضور المنصة بالحديث من بينهم اثنان من أعضاء مكتب الإرشاد الدكتور محمود حسين الأمين العام والدكتور رشاد بيومى نائب المرشد.
المشهد السادس هو قيام منشدى الجماعة باستبدال مقاطع من نشيد " بسم الله .. الله أكبر ..بسم الله "، بكلمات أخرى تصب فى صالح دعوة الجماعة ، حيث قال المنشد " عاشت دعوتنا ..تجمع أمتنا ..تعلى رايتنا ..تكبر همتنا"، بما يؤكد تركيز الجماعة على الجانب الدعوى والتربوى بشكل رئيسى.
المشهد السابع والأخير هو قيام العشرات من أعضاء الجماعة بالوقوف حول محيط المؤتمر الجماهيرى من كل الجوانب وتحديدا خلف " الصوان"، يحملون هويات شخصية تحمل شعار الجماعة بما يشبه اللجان الشعبية أوقات الثورة ، وعند اقتراب " اليوم السابع " منهم وسؤالهم عن تشديدهم فى تأمين المؤتمر من الخارج رغم عدم وجود أى مضايقات أمنية ، قالوا إنهم يخشون أى محاولات من أعضاء الحزب الوطنى المنحل لإفساد المؤتمر مثلما حدث قبل أسابيع مع أحد الأحزاب بمدينة 6 أكتوبر .
0 التعليقات:
إرسال تعليق