اسرائيل «تمزق» الضفة منعا لـ «الدولة الفلسطينية»

قررت إسرائيل ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية خاصة في منطقة الغور وشمال البحر الميت وجنوبه ومناطق واسعة من صحراء الضفة الغربية. وقدرت مصادر فلسطينية بان الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة قرر ضم ما بين 30 الى 39% من مساحة الضفة الغربية والمصنف جزء كبير منها مناطق C حسب اتفاق اوسلو. وكشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية امس النقاب عن وثيقة إسرائيلية للاستيلاء على أراض في الضفة الغربية، الهدف منها تمزيق الضفة ومنع التواصل الجغرافي في حال إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


وكانت «الإدارة المدنية» وهو الاسم المزيف للحكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة، قد أعدت وثيقة حول تنظيم ملكية الاحتلال للأراضي بالقرب من التجمعات الاستيطانية، لكي يتم تخطيط البناء بالقرب من المستوطنات الكبيرة، مثل غوش عتصيون، أريئيل، معاليه أدوميم، ومنطقة القدس الكبرى، وفي مناطق استراتيجية في الأغوار وشمال البحر الميت.

وكشفت الصحيفة، أن الكولونيل نسبي كوهين، المسؤول عن البنية التحتية في الإدارة المدنية، ادعى أن الأراضي التي لن تعرف ملكيتها هي من حق الدولة، ويمكن للحكومة الإسرائيلية السيطرة عليها. جدير ذكره، أن ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وتكثيف الاستيطان في الكتل الاستيطانية، سيمنع التواصل الجغرافي في حال إقامة الدولة الفلسطينية، وسيحول دون وجود إمكانية لتبادل للأراضي، ويفشل عمليا اقتراح الرئيس الأميركي لإقامة الدولة الفلسطينية في حدود 67، مع تبادل متفق عليه للأراضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

هذا واصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً بمصادرة اكثر من 102 دونماً من اراضي القدس المحتلة. وعلقت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال ترافقها قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال، اعلانات على مبان وجدران منازل في حيّيْ: وادي قدوم والصلعة ببلدة سلوان جنوب الاقصى المبارك، وعلى مفترق الطرق بين سلوان وحي الصلعة، ومفترق الجسر». وحسبما ورد في الاعلان فإن ما تسمى لجنة البناء والتنظيم في بلدية الاحتلال تنوي وضع اليد والتصرف فورا واستملاك 102 دونما حسب المخطط رقم 2688 في منطقة وادي قدوم وراس العامود، وكذلك وضع اليد على 34 دونم اخرى في منطقة الصلعة جنوبي حي سلوان حسب المخطط رقم 2683 لنفس الاغراض والمنافع العامة. وفي الشيخ جراح في القدس المحتلة رفع عدد من اصحاب المنازل التي استولى عليها المستوطنون الاعلام الفلسطينية والشعارات المنددة في وسط الحي وعلى الشارع الرئيسي ونددوا بالسياسة العنصرية الإسرائيلية في المدينة. وأقام اهالي نعلين قضاء رام الله وسط الضفة الغربية صلاة الجمعة على اراضيهم بالقرب من جدار الفصل العنصري ليتوجهوا بمسيرة سلمية بعد الانتهاء من الصلاة هتفوا خلالها هتافات للشهداء الذين سقطوا اثناء مسيرات الجدار للاسرى والجرحى وكذلك رفعوا الاعلام الفلسطينية خلال المسيرة وشارك في المسيرة عدد من قادة الفصائل الفلسطينية. واندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال الذين اطلقوا قنابل الغاز على المتظاهرين الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات واصابة العشرات من المواطنين بحالات اختناق.

وفي بلدة بيت امر شمالي الخليل تظاهر بعد ظهر امس حوالي 50 فلسطينيا احتجاجا على اقامة الجدار الفاصل في المنطقة. وذكرت مصادر فلسطينية انه وقعت مصادمات في المنطقة بعد ان القى المتظاهرون الحجارة باتجاه قوات الاحتلال التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع واعتقلت 3 منهم . وفي حادث آخر اعتقلت قوات الاحتلال في مدينة الخليل فلسطينيا بعد العثور بحوزته على سكين عند نقطة تفتيش قريبة من الحرم الابراهيمي الشريف.

إلى ذلك، اقتحمت قطعان من المستوطنين فجر امس موقع مستوطنة حومش المخلاة جنوب مدينة جنين وانتشرت في المكان وأحدثت صخبًا لعدة ساعات في حين حضرت عدة آليات عسكرية اسرائيلية لحراستهم. وقالت مصادر محلية في جنين إن مجموعات من المستوطنين اقتحموا المنطقة بين قريتي برقة وسيلة الظهر وانتشروا بين كروم الزيتون وأقاموا ترانيم توراتية. ونقلت المصادر أن عدة آليات عسكرية رابطت على شارع جنين خلال تواجد المستوطنين في المنطقة في ساعات الليل وغادرت المنطقة صباح امس. من جهة أخرى توغلت قوات الاحتلال فجر امس في بلدة اليامون غرب جنين وقامت بعمليات تمشيط في منطقة وادي حسن بين بلدتي اليامون وبرقين وانتشر عشرات الجنود في المنطقة ونصبوا الكمائن واعترضوا عددًا من المزارعين في ساعات الفجر. الى ذلك تمكنت طواقم الإطفاء في الدفاع المدني من اخماد نيران نشبت في أشجار حرجية وأشجار زيتون في منطقة وادي الباذان بعد أكثر من تسع ساعات عمل متواصلة بفعل اعتداءات المستوطنين، وإخماد والسيطرة على نيران نشبت على مئات الدونمات الأخرى في محافظات سلفيت وطولكرم وشمال غرب القدس مساء الخميس.