رئيس جنوب السودان سلفاكير
وإذا كان الاقتصاد هو المحدد الرئيسى للعملية السياسية لأية دولة تطلع إلى مستقل الرفاهية لأبنائها، فإن العديد من الدول دخلت إلى الدولة حديثة النشأ من تلك الخطوة، فنرى على سبيل المثال مصر التى أعلنت عن جملة من المشاريع الاسثتمارية فى الجنوب، وكذا الكويت التى ترغب فى زراعة أراضى واسعة هناك، بالإضافة إلى أوغندا تلك الدولة الحدودية معها حيث يوجد العديد من رجال الأعمال الذين يعملون فى الجنوب.
الدكتورة إجلال رأفت أستاذ الدراسات الإفريقية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة قالت إنه من المتوقع أن تزيد العلاقات الخاصة بين دولة الجنوب الجديدة ودول الجوار المتمثلة فى دول "منابع النيل الأخرى"، مشيرة إلى أن إمكانية عضوية الدولة الجديدة فى تجمع دول شرق افريقيا "الإياك" الذى يضم "كينيا، أوغندا، رواندا، بورندى، تنزانيا".
وتابعت "أتصور أن ينضم جنوب السودان لـمجموعة شرق دول إفريقيا ذو الطابع الاقتصادى، وبالتالى فإن مصالحه ستكون معهم، الأمر الذى سينعكس على العلاقات السياسية خاصة مع ازدياد عدد تجار كينيا وأوغندا العاملين فى عاصمة الجنوب جوبا".
أما فيما يتعلق بمصر أكدت إجلال أن علاقة الجنوب بمصر جيدة منذ سنوات طويلة وهناك تعاون فى مشاريع كثيرة، متوقعة أن تستمر هذه العلاقات جيدة وتكون الأمثل فى المستقبل.
وعن تأثير انفصال الجنوب على ملف النيل أوضحت أن هذه النقطة لم يتم حسمها بعد لأن الأقوال الرسمية تقول إن الجنوب لن يضر مصر فى المياه.
وتحدثت إجلال عن ثلاثة سيناريوهات، الأول: أن ينضم الجنوب إلى اتفاقية عنتيبى، التى تمثل بديلا جديدا لاتفاقيات النيل السابقة، وذلك بحكم مصالحه الاقتصادية والسياسية مع أغلبية دول المنبع، والثانى: أن يعترف الجنوب بمعاهدة 1959بين مصر والسودان وفقا لقانون التوارث الذى يمكن أن الالتفاف حوله.
وعن السيناريو التالث، اضافت "الجنوب سيراقب الموقف اولا نظرا لمعاناته فى البنى التحتية"، معربة عن أملها بأن يكون هناك حل وسط بين السيناريو الأول والجنوب".
وبينما تأتى أمريكا وحليفتها إسرائيل على قمة الدول التى ستسعى بالتأكيد إلى إقامة علاقات وثيقة مع الدولة الجديدة، بشتى الطرق فى محاولة منها لخدمة أهدافها المتعددة فى المنطقة العربية والأفريقية، مضت تقول إن الجنوب أعلن عن رغبته فى إقامة علاقات مع إسرائيل كباقى العديد من الدول الأخرى فإسرائيل، مضيفة "ولكن الواقع الفعلى سيظهر بعد ذلك".
وأردفت "أما فيما يتعلق بعلاقتها مع الصين فيوجد علامة استفهام كبيرة، حيث تسعى بكين إلى الحصول على البترول السودانى ولذا تميزت بعلاقاتها مع الشمال عندما كان البترول فى يد حكومة الشمال ولكن منذ فترة وقبيل استفتاء الجنوب وعندما اتضح لها أن الجنوب سينفصل بدات تتودد له لأن 98% من البترول سيأتى من الجنوب".
إلا أن الدكتورة إجلال رافت تعتقد أن الغلبة للسيطرة على بترول الجنوب سيكون لصالح الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق