العوا يعلن ترشحه رسميًا لانتخابات الرئاسة.. ويؤكد: سأمضى فى الدعوة للمشروع الحضارى الإسلامى.. وليس من حق "شرف" والجمل"أن يؤيدا أو يرفضا إجراء الانتخابات أولا.. والوسط: ندعمه لأننا من مدرسته


لقاء العوا بمسجد رابعة العدوية 
                        لقاء العوا بمسجد رابعة العدوية

وسط حضور جماهيرى حاشد وفرحة كبيرة بين مؤيديه، أعلن المفكر الإسلامى الدكتور محمد سليم العوا، مساء أمس، السبت، ترشحًا رسميًا لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة كمرشح مستقل وعدم الترشح تحت مظلة أى حزب، وذلك خلال لقائه الأسبوعى، الذى يعقده بجمعية مصر للثقافة والحوار بمسجد رابعة العدوية.

قال العوا إنه يدور فى حلقات ثلاثة منذ بدء الحديث فى أمر ترشحه لرئاسة الجمهورية بين عدم أو التريث، حتى تهدأ ظروف البلاد وإصدار القانون المنظم لانتخابات الرئاسة، ولم يتنبه الكثيرون أن الذين صدقوا قولى "كيف أدير البلاد وأنا لا أحسن إدارة مكتبى للمحاماة إلى مقصد النكتة من هذا القول، إلى أن جىء إلى أبنائى وإخوانى من أقصى البلاد إلى أدناها ليطالبوننى بالترشح لرئاسة الجمهورية، وكان منهم من لا أعرفه إلا خلال اجتماعى بهم، ووجدت مجموعات من أسوان إلى إسكندرية ويبلغ عددهم من 2000 ـ 3000، وتبلورت منذ أسبوعين فى حملة دعم لترشح فلان لرئاسة الجمهورية، وهذه كانت بمثابة المياه الغزيرة التى جرت فى النهر، موضحا أنه جندى من جنود هذا الوطن وسيظل يخدمه بكل ما يملك من جهد.

وتابع العوا: سألت إخوانى من المثقفين والسياسيين وممن يمارسون السياسة والعمل العام فى مصر وخارجها ووجدت أننى كنت فى الحلقتين الأوليين غير مؤدى حق أبنائى وإخوانى الذين يدعوننى للترشح، ووجدت أنه ليس هناك تعارض بين قرارى اليوم بأننى ممن سيخوضون سباق المنافسة فى انتخابات الرئاسة القادمة وبين الانتظار لحين صدور قانون الانتخابات الرئاسية الجديد حتى أتقدم رسميًا للترشح، رغم أن هناك مخاوف لدى من هذا القانون، مازحا "مثل أن يحولوا هذه الجمعية إلى جمعية محظورة".

وأكد العوا على أهمية محاولة استخراج الخير الكامن فى مصرى بعد أن تراجع كثيرا لمدة 60 سنة أمام العديد من المعوقات، وإحياء الأمل فى إعادة مصر لوضعها الحقيقى الذى تستحقه بحيث إذا تكلمت مصر أو قالت شيئا يتوقف العالم ليستمع لها، لأن هذا الوطن له علينا حقوق أبد الدهر، والذى نسعى إليه أن يؤدى كل فرد واجبه نحو مصر، فكان من المؤسف أن ترى بين الشباب فى الجامعات وغيرها من يقول "ماذا أعطتنى مصر حتى أضحى من أجلها"، ولكن هذا قول عكسه الصحيح "ماذا قدمت أنت لمصر لكى تعيش على أرضها.

وقال إن الوقت حان بعد 25 يناير و11 فبراير ليستعيد المصريون كرامة وقيمة بلدهم ويوقظوها من الهوة التى أوقعتها فيها حكومات فاسدة وجبارة، وآن لكل مصرى يقدم لمصر ما تستحقه، فالوطن لا سيد له ومن لا يرى نفسه خادمًا له لا يستحق الانتماء إليه، مضيفًا أن المنافسة بين المرشحين ليست منافسة على الوطن، وإنما منافسة بين مشروعات، مؤكدا أن ما نستمع إليه حتى الآن هى أمنيات وتطوعات ووعود لا يستطيع مقدمها أن يفى إلا ببعضها لأن الوفاء بكل الوعود أمر عسير، مشددا على أنه من الأفضل أن يهتم الجميع بإعادة إنشاء واستثمار المواطن المصرى ليكون خلقا آخر قوى لا يضعف ويتمسك بدينه ولا يتنازل عنه سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو متدينا بديانة أخرى ويقدم مصلحة الوطن على أى مصلحة أخرى، ويمسك بيد أخيه فى الوطن بغض النظر عن الدين أو الإلحاد.
واستطرد المرشح لرئاسة الجمهورية قائلا "منذ 30 سنة فترة عهد مبارك كله ونحن ليس لنا فى الدنيا قيمة، لا أحد يسمعنا ولا يؤخذ كلامنا بجدية، وكان الوزراء لا يعبرون عن الشعب ومصالح الوطن، وخاصة وزراء الخارجية كانوا موضع سخرية من الناس"، مضيفا أن العالم اليوم ينظر إلى من سيتولى قيادة مصر، وما الذى ستقدمه مصر لنفسها ولشقيقاتها فى الوطن العربى والإسلامى وعلى المستوى الأفريقى، مؤكدا أن الذين يتحدثون باسم مصر الآن يقدمون القليل جدا.

وأوضح المفكر الإسلامى محمد سليم العوا أن إعادة استثمار الإنسان المصرى هو المنتج والفعال حاليًا، مشيرا إلى أن تعليم المواطن أهم ألف مرة من مكافحة التضخم والقضاء على المشكلات التى نواجهها فى الزراعة والصناعة والتجارة، لأن كل ذلك لا يأتى إلا بإنسان واع ومثقف وحريص على وطنه، لافتا إلى أنه سيمضى فى الدعوة إلى المشروع الحضارى الإسلامى المصرى، الذى يتسع للمسلم وغير المسلم فى مصر وكافة أنحاء المعمورة.

وتابع: نحتاج إلى جهد كل مواطن بغض النظر عن ديانته لتنفيذ مشروعنا الحضارى لأنه ملك للجميع وليس ملكا لأحد بعينه، ولا يجوز إقصاء غير المسلمين عن أرضنا ومن يدعو لذلك فهو أخبل لأن العباءة الإسلامية تتسع للجميع، وهذا المشروع الحضارى الإسلامى يتعلق بكل المواطنين فى الوطن وفى العالم، ويجب أن نسمعهم كلمة الحق فى ذلك المشروع بإرسال الرؤية الحضارية التى ينطق بها المشروع، مشيرا إلى أن لا يصح أن يخرج هذا المشروع إلا عن طريق المصريين وبجهد مصرى، وبهذا سنمضى وندعو.
وقال إن هذا المشروع الحضارى يذكر بوجوب طمس السلبيات والدعوة إلى التآخى والتسامح والتعاون على البر وعدم الانتقاص من أحد، ويشمل مصر فى حدودها الأربعة وفى أفريقيا والوطن العربى والإسلامى والعالمى، وشدد على أن الذى سيقود مصر يجب أن يكون مستعدا لتحقيق الرباط بين الجميع وعدم الاستمرار فى مشروع التبعية والتقهقر الذى لم يقدم لنا حكامنا منذ 60 عاما سواه، فالذى يصلح لقيادة البلاد يكون مدركا لحق الوطن والمواطنين عليه.

وأضاف: لا نريد حاكما يفكر فى إطعامنا ويسقينا بل نريد حاكما يجوع إذا جعنا ويعطش إذا عطشنا ويكون واحدا مننا ويتطلع إلى الأمام دائماً، داعيا إلى الارتقاء والتقدم بدور مصر الإسلامى وأن تتولى مصر قيادة منظمة المؤتمر الإسلامى بعد الغياب الطويل قيادة هذه المؤسسة الإسلامية، وقال إنه قيادة مصر أمانة ومسئولية كبيرة يخاف أن ألا يؤديها بالشكل الواجب والمطلوب لخدمة الوطن، ولكنه سيسعى إلى بذلك كل جهد للاطلاع بها إذا كانت له، وأشار إلى أنه إذا لم تكن له فإن دوره فى التعليم والتربية والتوعية والتثقيف قائم لا يتوقف.
وأكد أنه يكيفيه الآن أن يعلن قراره بالترشح لرئاسة الجمهورية لأنه أشد القرارات صعوبة إلى النفس ـ على حد تعبيره، لأنه إذا نجح سيكون فى مكان الخطأ فيه محسوب بألف خطأ.

وصف العوا ما يثار من تساؤلات حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولا أم وضع الدستور أولا بأنه عبث، بأن يتحول الاستفتاء الذى صوت عليه الشعب وتم بإرادته وقال فيه 77% نعم للتعديلات الدستورية إلى أمر وإرادة مشكوك فى صحتها، وقال إن آخر البدع التى ظهرت هى الدعوة إلى استفتاء جديد وإلغاء الاستفتاء السابق، مشيرا إلى أن الداعين لذلك كانوا فى البداية بعد أن قالوا كذبًا إن البعض استخدم الدين للتأثير فى المواطنين حتى يصوتوا بـ"نعم"، الآن يقولون إن الاستفتاء مشكوك فيه ومزور، مرددا قوله تعالى "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"، مؤكدا أن الاستفتاء صحيح والنتيجة والنسب التى أعلنت صحيحة ولم يجر العبث فيها، وأن كل من شارك فى الاستفتاء صوت بنعم أو لا بقناعته بما يفعل دون تأثير من أحد.

ووجه انتقادًا شديدًا للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، ونائبه الدكتور يحيى الجمل، بسبب إعلانهما لموقفهما وتأييدهما لوضع الدستور أولا وقول شرف "أنا رأيى الشخصى وضع الدستور، قائلا "كلاهما ليس له حق فى هذا القول والحكومة لا يحق لها التدخل فى ذلك، ورئيس الوزراء ليس له رأى شخصى فهو موظف عند مجلس الوزراء، وعصام شرف الذى جاء به الثائرون فى الميدان إذا خالف إرادة الشعب فهو منعزل".

وذكر أن الدكتور يحيى الجمل عندما يقول" يجب إجراء حوار حول إجراء الانتخابات أم وضع الدستور أولا" فهو يتدخل فيما ليس له أن يتدخل فيه، ودعا المجلس العسكرى إلى عدم الاستجابة للداعين لتلك الدعاوى الباطلة والذين وصفهم بـ"شياطين الإنس" إذا أرادوا إقناعه بدعواهم، وذلك احتراما لإرادة الشعب الذى خرج وقال كلمته خلال الاستفتاء، قائلا "كنت أتوقع هذا الأمر هذه الإعلانات من المجلس العسكرى لكنه كان أكثر حصافة من الحكومة والسياسيين وأكثر مكرًا ودهاء من الدستوريين وممن يسمون أنفسهم بالنخبة المثقفة"، موضحا أن المجلس العسكرى قال لهم إن الذى تتحدثون فيه يحتاج أمرين هما، توافق جميع القوى السياسية عليه، وإذا حدث ذلك يتم استفتاء الشعب على مطلبكم بوضع الدستور أولا، مؤكدا أنه لا يمكن أن توافق كافة القوى السياسية على وضع الدستور قبل إجراء الانتخابات لأن ذلك يعد إلغاء لإرادة الشعب.

وانتقد العوا تجاهل حكومة شرف لحزب الوسط من دعوتها للقوى السياسية إلى بحث مدى التوافق على مطلب الدستور أولا، قائلا "الدكتور عصام شرف رغم كل المواصفات العظيمة المعروفة عنه من دماثة الخلق وطهارة اليد والبدن والثبوت على الحق، لكنه دعا كل الأحزاب السياسية الجديدة والقديمة إلا حزب الوسط آخر حزب نشا بقانون الأحزاب القديم، فالحكومة التى تدير البلاد لا تسمع بوجود حزب يسمى الوسط ولم يخبرها أحد عن تأسيسه"، وأضاف "أنتم تعلمون ما يدبر لنا فى الخفاء حيث يؤتى بجميع من يريدون الانقلاب على إرادتنا وأصواتنا ليعلنوا توافقهم حول هذا المطلب الذى إذا حدث سيكون لطمة قوية، فالحكومة ستسقط والجميع يعرف أن أقصى أمد لها هو نهاية شهر ديسمبر المقبل، ولكن مشكلتنا فى هذا الوطن أنه لا يصدق فيه أى قرار سيادى أو ما يتم بإرادة الشعب.

وأكد سليم العوا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يملك أن يقرر إجراء استفتاء جديد، وسيخرج عن سلطانه إذا قرر إجراء استفتاء جديد وخالفوا إرادة الشعب، موجها له نداء بألا يقع فريسة لهؤلاء المرجفين ـ على حد قوله ـ إذا حاولوا إقناعه بما ينادون له، داعيا إلى التمسك بكل قوة لهزيمة المشروع الذى يريد أن يقضى على أول ثمار الثورة وإقناع المواطنين ببطلان الدعوة لوضع الدستور قبل الانتخابات وفسادها، مؤكدا أن أصحابها يريدون أن نعيش تحت رحمة ديكتاتور جديد أيا كان مسيحيا أم مسلما لأن هذا لا يهمهم، حيث ينفذ الديكتاتور ما يراد منه دون جدل أو نقاش.

وقال إنه إذا أجرى استفتاء جديد ينبغى أن يخرج الجميع ويكون موقف الشعب ثابتا أما إذا كان متذبذبا فيجب أن نعيد النظر فى بنيتنا التحتية.
من جانبه، أعلن عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن حزب الوسط سيؤيد العوا فى انتخابات الرئاسة القادمة وسيدعمه ويقف وراءه، قائلا: "نحن فى قلب المدرسة الوسطية التى يدعو إليها العوا، وبعض المفكرين المسلمين، لأن هذا حلمنا ومشروعنا ويجب أن نقف وراءه لتحقيقه".

شهد اللقاء الذى حضره أكثر من 300 مواطن توزيع استمارات تطوع للمساهمة فى حملة دعم العوا، واستمارات أخرى لجمع توقيعات لتأييده.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Translation


About this blog

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

فيديو هات

أرشيف المدونة

عينة نص

صور

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلان