فندق الكينج
الوفديون ينظرون إلى الفندق كأنه ملك لهم أو غرفة أسرارهم، حتى أن الاجتماعات الأهم والتربيطات وجلسات الإطاحة بالخصوم يجرى "طبخها" داخل فندق الكنج.
منذ 5 سنوات شهد الحزب الإطاحة برئيس الحزب نعمان جمعة، واستخدمت شرفاته فى محاولات التصدى للعصابات التى اجتاحت الوفد، الأمر لم يقف على الوفديين، بل كان الفندق قبلة للأجهزة الأمنية التى كانت تتابع الوفد، حتى أن قيادة أمنية تتبع جهاز أمن الدولة بالجيزة "جابر بن حيان" كان ضيفًا على الفندق الذى كان صندوق أسرار الحزب لفترات طويلة، كما أن الدكتور محمود أباظة رئيس الحزب السابق كان مؤيدوه يتواجدون أيضا بالفندق واستخدموا غرفه فى كافة صولاتهم وجولاتهم.
لكن انتخابات أمس الخاصة بالهيئة العليا للحزب استخدم الوفديون 45 غرفة تم حجزها لصالح أنصار بعض القيادات، حيث تتكلف الغرفة المزدوجة منها مبلغ 150جنيهًا، بتخفيض بلغ حوالى 100 جنيه عن السعر العادى، نظرا للعلاقة الخاصة بين قيادات الحزب ومسئولى الفندق، فى حين كانت الغرفة الثلاثية بمبلغ 175 جنيهًا.
لكن الأهم فى هذا الفندق هو تسكين الوفديين القادمين من المحافظات المختلفة فيه، وفى الغالب يكون إقامتهم لمدة ليلة واحدة أو ليلتين على أقصى تقدير، وحجز هذه الغرف يكون على حساب إما أحد قيادات الحزب أو على حساب الحزب نفسه، حسب أهمية الانتخابات وارتفاع درجة سخونتها.
وقد شهدت الساعات الأخيرة قبل عقد انتخابات الجمعية العمومية لحزب الوفد أمس، حالة من الاحتقان بين العديد من نزلاء الفندق من لجان الصعيد، بعد أن نما إلى علمهم وجود أكثر من قائمة للانتخابات وصلت إلى حوالى 9 قوائم، الأمر الذى أصاب العديد منهم بحالات تضجر، محاولين الوصول إلى أى مسئول.
وحسب تأكيدات أحد رؤساء اللجان الوفدية بجنوب الصعيد فقد جرى الاتصال برئيس الحزب الذى أكد أن المسئول عن القوائم المتحركة د. فؤاد بدراوى وليس الدكتور سيد البدوى، رئيس الحزب، لكن حديثا هاما كان يجرى على باب الفندق بين عدد من رواده، راحوا يصيحون فيما بينهم، "من اليوم الوفد سيصبح حزب الشعب ولا للباشاوات"، الأمر الذى رفضه بعض رواد الفندق ممن ينفخون السيجار الكوبى الفاخر.
لم يجد هؤلاء سوى محاولة الاختفاء بعيدًا عن التعليقات اللاذعة من بارونات الوفد، حسب تأكيدات مجموعة من شباب الوفد، كانوا يشربون المياه الغازية من الكشك المواجه للفندق، وعندما سألتهم كيف تنظرون لما ستسفر عنه الانتخابات قالوا "فى الغالب نحن نريد أن نطهر الجمعية العمومية"، بعد ذلك بادرونى بالسؤال البديهى "معانا ولا علينا" فقلت لهم مع قائمة الوفد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق