مسئول برنامج "شروق": زكريا عزمى اتهمنى بقيادة تنظيم سرى فى المحافظات.. واستولى على المشروع وقدمه لجمال على أنها فكرته.. و"الوطنى" روج له تحت مسمى "الألف قرية"


زكريا عزمى 
                                     زكريا عزمى

بعد سنوات من الصمت، كشف الدكتور إبراهيم محرم المسئول السابق عن برنامج شروق لتنمية القرية، عن تفاصيل استيلاء زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، على فكرة البرنامج، ليقدمه لجمال مبارك على أنها فكرته، ثم تغيير اسم المشروع، ليصبح "تنمية الألف قرية".

برنامج "شروق" كما قال محرم، كان من أهم المشروعات التى نفذتها وزارة التنمية المحلية منذ سنوات فى القرى، وفكرة البرنامج رغم بساطتها وجدت تفاعلا كبيرا، إذ كانت تعتمد على مبدأ المشاركة بين الحكومة والأهالى فى إقامة المشروعات التى يختارها أهالى القرية، على أن تقوم الوزارة بتحمل جزء من التكلفة يصل لـ 80 % ويتحمل أهالى القرية 20% .

وبالرغم من أن مشروعات شروق كانت صغيرة نسبيا، حيث إنها لم تكن تخرج عن إنشاء مكتب بريد أو بناء دور حضانة، وغيرها من المشاريع الصغيرة، إلا أنها خلقت حالة من التناغم بين المواطنين على اعتبار أن الجميع شركاء ومساهمون فى المشروع.

ويقول الدكتور إبراهيم محرم، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة عين شمس، إن الدكتور محمود شريف وزير التنمية المحلية، تبنى مشروع شروق، بعد أن بدء يحقق نجاحات كبيرة، خاصة وأن فكرة المشروع كانت تعتمد على وجود لجان مكونة من عضوين من مجلس محلى القرية، واثنان من مجلس محلى المركز، ومثلهما من مجلس محلى المحافظة، بالإضافة إلى أن المشروع كان يشترط وجود ممثلين من القرية ممن يطلق عليهم قادة الرأى، وذلك لاختيار أولويات المشروعات المطروحة بالنسبة للقرية أو الحى الذى يسكنون به.


ويضيف الدكتور محرم قائلا : "فى الوقت الذى بدأت فيه القرى تتسابق لتقديم مشروعاتها، بدأت المشاكل تطارد البرنامج، حيث بدأت عدة جهات تحارب البرنامج وتعرقله، وفى حقيقة الأمر كانت هذه الجهات مجهولة فى البداية، إلى أن سمعناها صريحة من الدكتور زكريا عزمى، بأن هذا المشروع تنظيم موازى فى المحافظات والقرى يقوده الدكتور محمود الشريف وزير التنمية المحلية ومعاونيه.

اتهامات زكريا عزمى لبرنامج شروق لم تتوقف عند كونه تنظيم سرى، حسبما قال الدكتور إبراهيم محرم، بل تم اتهامه هو والوزير الأسبق محمود الشريف بالعمل ضد البلد.

وأوضح محرم، أنه بعد هذه الأحداث تم الإطاحة بمحمود الشريف من الوزارة، ليتم بعد ذلك فتح الباب على مصراعيه أمام اللصوص، من خلال برنامج أطلق عليه "مصر" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ووزارة التنمية الاقتصادية، حيث كان يمنح هذا المشروع القرى ميزانية تقدر ب250 مليون جنيه، ولكنه لم يكتب له النجاح نتيجة لحالات السرقة، من قبل القائمين على تنفيذه على حد قول محرم.

وعن أهم مميزات برنامج شروق، قال الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، أن برنامج شروق اعتمد على تحرير إرادة القواعد الريفية، وحصول كل قرية على نصيب عادل من الموارد القومية للاستثمارات التى تضخ فى الدولة، خاصة وأن اللجنة التى كانت مشكلة من قبل الدكتور إبراهيم محرم المشرف على تنفيذ البرنامج تتضمن مشاركة أهالى القرية فى اختيار أولوية المشروعات، حسب حاجة كل قرية، وهو ما يحرم أعضاء المجالس المحلية من مجاملة أحد على حساب مصلحة القرية.

وأضاف حجاج ، أن برنامج شروق يعد من أفضل البرامج التى نفذت على مستوى القرية، منذ أكثر من 30 عاما، لافتا إلى أن لجان شروق قبل تنفيذ المشروعات كانت تجرى مسحا شاملا للقرية، بالإضافة إلى أن البرنامج ، يسمح بتنفيذ أكثر من مشروع فى أكثر من قرية مما يسمح تطوير عدد كبير من القرى فى وقت قياسي، مشيرا إلى أنه كان يعمل على تفعيل دور الجمعيات الأهلية فى القيام بتنفيذ تلك المشروعات، وإسنادها إليها.

وأكد حجاج أن برنامج شروق كان يتعرض لهجوم كبير من قبل أعضاء المجالس المحلية نتيجة لحرمانهم من دورهم الذى كانوا يمارسونه، موضحا أن البرنامج سمح للأهالى بأن يكونوا رقباء على تنفيذ المشروعات، وهو ما أدى إلى إسراع القيادات السياسية بتنفيذ مشروع الخطة العاجلة، ودمجه مع برنامج شروق بحيث يتم القضاء نهائيا على تلك البرنامج، وإقصاء القائمين عليه.

وأعتبر الدكتور رضا ، إن برنامج شروق أمل يستحق النضال من أجلة، مشيرا إلى أن هناك عدة مشروعات من المفترض عودتها من أهمها برنامج شروق لتلبية الاحتياجات التنموية للقرى، ومشروع الصناعات الحرفية واليدوية وذلك لخلق فرص عمل، بالإضافة إلى إعادة النظر فى القروض التى يقدمها صندوق التنمية المحلية، بحيث يستطيع تقديم قروض كبيرة بفوائد أقل للعمل على خلق العديد من فرص العمل.

أما الجزء المأساوى فى قصة برنامج شروق ، كما يرى الدكتور إبراهيم محرم، فهو تقديم برنامج شروق فى نسخة مشوهة، تحت مسمى مشروع تنمية الألف قرية، التى تم من خلالها تقديم جمال مبارك فى صورة الرجل الذى يحرص على تلبية متطلبات القرية.

وطالب محرم ، بضرورة أن تحرص وزارة التنمية المحلية ووزيرها الجديد اللواء محسن النعمانى، على إعادة تلك المشروع للنور مرة أخرى وخاصة بعد سقوط النظام السابق، بالإضافة إلى أهم المميزات التى كان يمنحها المشروع للمواطنين، ومدى حرص أهالى القرية أنفسهم على مراقة القائمين على تنفيذ المشروع، لافتا إلى أن المساهمات الشعبية كانت تمثل جزءا كبيرا بالمشروع، مؤكدا أن هذا الوقت مناسب لتنفيذ البرنامج وخاصة أنه يعتمد على المساهمات الشعبية، ولن يكلف الدولة كثيرا.

وقال المهندس محمد السيد مسئول التخطيط العمرانى بوزارة التنمية المحلية، إن برنامج شروق تمتع بسمعة طيبة وهو ما أثار حفيظة النظام السابق، خوفا من ثورة المواطنين ضده بعد كشف عمليات السرقة والنهب التى كانت تحدث فى تنفيذ المشروعات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Translation


About this blog

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

فيديو هات

أرشيف المدونة

عينة نص

صور

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلان