محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين
ونقلت الوكالة حصرياً عن المسئول الذى رفض الكشف عن هويته قوله: "إن المشهد السياسى فى مصر قد تغير ولا يزال، ومن مصلحتنا التواصل مع كافة الأطراف التى تتنافس فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية". وسعى المسئول إلى تصوير التغير فى الموقف الأمريكى كتطور رقيق وليس تغييرا دراماتيكيا فى موقف واشنطن من الجماعة.
ففى ظل السياسة الأمريكية السابقة، كان مسموح للدبلوماسيين الأمريكيين التعامل مع أعضاء جماعة الإخوان فى البرلمان الذين فازوا بمقاعدهم كمستقلين. وهى حيلة دبلوماسية سمحت بإبقاء خطوط الاتصال مع الجماعة مفتوحة.
وأكد المسئول على أن الدبلوماسيين الأمريكيين سيستمرون فى التأكيد على أهمية دعم المبادئ الديقراطية والالتزام بنبذ العنف واحترام الأقلية وحقوق المرأة فى المحادثات التى سيتم إجراؤها مع كل الجماعات بما فيها الإخوان المسلمين.
وبينما كان الدبلوماسيون الأمريكيون فى السابق يتعاملون فقط مع البرلمانيين من أعضاء جماعة الإخوان، وهى السياسة التى بدأت منذ عام 2006، فإنهم سوف يتعاملون الآن بشكل مباشر مع مسئولى حزب الإخوان من منخفضى المستوى.
وأشارت رويترز إلى عدم وجود حظر قانونى أمريكى يمنع التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين التى قامت بنبذ العنف منذ فترة طويلة كوسيلة لتحقيق التغيير السياسى فى مصر، والتى لا تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية أجنبية على عكس حركة حماس مثلاً التى ترى فى جماعة الإخوان مرشدها الروحى.
وكانت نتيجة ذلك معضلة أمام إدارة أوباما. فالمسئولون والمحللون السابقون قالوا إن واشنطن ليس لديها خيار سوى التعامل بشكل مباشر مع الإخوان نظراً لبروزها السياسى بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك. وبالتأكيد سيواجه أوباما انتقادات لتواصله مع الإخوان حتى ولو كان بشكل مبدئى.
وكان هوارد كوهر، المدير التنفيذى للجنة الشئون العامة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" قد أعرب عن القلق العميق لجماعته التى تعد أبرز جماعات اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة من الإخوان المسلمين فى خطاب الشهر الماضى، وقال بينما نأمل جميعا أن تخرج مصر من مرحلتها الانتقالية السياسية الحالية نحو ديمقراطية على الطراز الغربى، فإن الحقيقية هى أن أفضل الجماعات السياسية تنظيما فى مصر الآن هى الإخوان المسلمون.
ويقول دبلوماسيون أمريكيون سابقون إن على الولايات المتحدة أن تتواصل مع الإخوان نظراً لنفوذها وتأثيرها فى مصر. فيرى إدوارد والكر، السفير الأمريكى السابق فى مصر وإسرائيل والذى يقوم حالياً بالتدريس فى جامعة هاميلتون إنه لا يمكن أن يكون هناك انتخابات حرة وعادلة ما لم تكن واشنطن راغبة فى الحديث إلى كل الشعب وهو ما يعد جزءاً من الديمقراطية.
أما أليوت إبرامز، الخبير الأمريكى والذى كان أحد مسئولى إدارة جورج بوش والمعروف بانتمائه للمحافظين الجديد، فيرى إنه يجب إسقاط الحظر المفروض فى واشنطن على الاتصال رسمياً بالإخوان لكن التعامل الفعلى معهم يجب أن يتم بحذر شديد.
ويصف إبرامز المواقف التى تبناها بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مثل تفضيل إجراء اختبارات دينيه للمناصب العامة، والموقف من حقوق المرأة والحد من حرية الأديان أو حرية التعبير، كانت بمثابة لعنة للولايات المتحدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق