لا يزال فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على شركة "أحيم عوفر" الإسرائيلية، يثير الشكوك في الصحافة الإسرائيلية بأن الشركة عملت بعلم الحكومة الإسرائيلية وحتى جهاز ا"الموساد"، وذلك في أعقاب تصريح مقتضب أمس لرئيس "الموساد" السابق، مئير داغان، قال فيه إن "معالجة القضية مبالغ فيه"، وهو ما رأت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن داغان كان على علم بنشاط الشركة في إيران، إذ ذكرت تقارير أن سفن تابعة للشركة رست بموانئ إيرانية، وهو ما نفته السلطات الإيرانية أمس، وقالت إنه في حال كانت
التقرير صحيحة فإن السفن رفعت أعلام دول أخرى غير إسرائيل.
وناقشت الكنيست اليوم الثلاثاء للمرة الأولى علنا المعلومات حول فضيحة العلاقات التجارية بين شركة "أحيم عوفر" وايران، إلا أن النقاش ألغي بشكل مفاجئ، إذ أعلن رئيس الجلسة إنه تلقى "بلاغاً" من جهة غير سياسية أو تجارية قرر على اثرها الغاء الجلسة.
وأدرجت الولايات المتحدة مجموعة عوفر على قائمة سوداء كونها باعت في ايلول/سبتمبر 2010 سفينة صهريجا بقيمة 8,6 ملايين دولار لشركة خطوط الشحن البحري للجمهورية الاسلامية الايرانية، منتهكة بذلك الحظر الدولي المفروض على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وأكدت مصادر في شركة "أحيم عوفير" للملاحة البحرية أن دولة إسرائيل استخدمت سفنها "لأغراض قومية" عندما رست في موانئ إيرانية، بينما كُشف النقاب اليوم الثلاثاء عن أن 8 سفن تابعة لشركة أخرى تمتلكها عائلة عوفر رست في إيران وكانت المرة الأخيرة في العام الحالي.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء عن مصدر في شركة الأخوان عوفر قوله إن "دولة إسرائيل استخدمت أكثر من مرة شركة الأخوان عوفر لأغراض قومية ولذلك فإن نفي نتنياهو لم يكن صحيحا". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نفى أمس أقوال مقربين من الشركة بأن الحكومة الإسرائيلية سمحت برسو سفن الشركة في مينائي بندر عباس وخرج الإيرانيين 13 مرة منذ العام 2002 وحتى العام 2010.
وأثار نفي نتنياهو غضبا كبيرا في الشركةر كونه جاء في أعقاب انتقادات شديدة وجهها سياسيون إسرائيليون للشركة. لكن رئيس الموساد السابق صرح مساء أمس أن "التعامل مع قضية الأخوان مبالغ فيه وخارج عن سياقه" وامتنع عن التعقيب على نفي نتنياهو، وهو ما اعتبرته "يديعوت أحرونوت" بأنه تلميح إلى أن الشركة قدمت خدمات سرية لإسرائيل.
ورفضت شركة "أحيم عوفير" التعقيب بشكل رسمي على القضية لكن مصدرا فيها قال إن "نتنياهو تخلى عن الشركة التي قدمت مساعدات كبيرة لإسرائيل". وأردف المصدر قائلا إن "العبد نفذ مهمته وبإمكان العبد أن يذهب" وأوضح أنه "عندما كانت دولة إسرائيل بحاجة إلى مساعدة الأخوان عوفر عرفت لمن تتوجه بينما الآن يديرون لهم ظهرهم".
وكتب المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان إنه "طوال سنين عملت شركة 'تانكر باسيفيك' في الخليج العربي ومن ضمن ذلك نقل محروقات من إيران وإلى إيران في إطار أعمال تجارية مع شركات عدة في الخليج العربي". وأضاف "بل أن مندوبي هذه الشركات (العربية) زاروا إسرائيل أكثر من مرة وسارت الأمور على هذا النحو لسنوات ولم يُخف أحد ذلك ولم يزعج ذلك أحدا".
ولفت فيشمان إلى أن "شركات أميركية فعلت ذلك وما زالت تفعل ذلك لأن شراء النفط الخام من إيران له تأثير على أسعار النفط في العالم، ومثال على ذلك أن 'أو ا سجي' وهي شركة ملاحة بحرية كبيرة ومحترمة ويتم تداول أسهمها في بورصة وول ستريت وفيها شريك إسرائيلي محترم، تواصل العمل في نقل النفط الخام من إيران ولا توجد ادعاءات لدى أحد في الإدارة الأميركية".
وأضاف أن وزارة الأمن الإسرائيلية أجرت تحقيقا بالاشتراك مع الإدارة الأميركية حول النشاط التجاري للشركة مع إيران "وتبين منه أنه لم تلحق أية اضرار جراء ذلك" وأن "لم تلحق ضررا بأمن إسرائيل".
وفيما يتعلق بنفي نتنياهو بشأن السماح لسفن الأخوان عوفر بالرسو في إيران رأى فيشمان أن "ثمة أمورا يجب نفيها" وأن "إسرائيل لا يمكنها الإقرار بأمر كهذا".
وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة "كلكاليست" الاقتصادية التابعة لمجموعة "يديعوت أحرونوت" أن 8 سفن تابعة لشركة "زودياك" التي تملكها الشركة ذاتها رست هي الأخرى في موانئ إيران بين السنوات 2006 و2011 أي حتى بعد توقف شركة "تانكر باسيفيك" عن نقل النفط من وإلى إيران.
ورست سفينة الشحن "YM Kaohsiung" التي تملكها شركة "زودياك" في ميناء بندر عباس الإيراني في شهر شباط/فبراير الماضي وكانت ترفع علم بريطانيا.
وخلال العام 2010 رست سفينتين تابعتين لـ"زودياك" وكان الأولى سفينة الشحن Hyundai Tacoma التي رفعت علما بريطانيا وسفينة نقل مواد كيميائئية Stanley Park والتي رفعت علما بريطانيا أيضا وأبحرت السفينتين إلى الميناء الإيراني من اليابان.
وفي رسالة موجهة إلى اللجنة الإقتصادية في البرلمان الإسرائيلي ونشرها موقع صحيفة "يديعوت"، اليوم، حاول المستشار القانوني لمجموعة عوفر المحامي إيال فولفستال نزع فتيل الفضيحة. وقال المحامي بحسب هذه الرسالة إن "شركتنا، عوفر القابضة ليمتد، لا علاقة لها أبدا، سواء من الناحية الإدارية أو في مجال الأعمال، بتانكر باسيفيك. لقد زج باسمنا عن طريق الخطأ في صفقة بيع سفينة-ناقلة نفط (لإيران)، ونعمل لدى السلطات الأميركية لتصحيح هذا الخطأ المؤسف لوزارة الخارجية ورفع العقوبات التي فرضت على شركتنا".
وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية من جهة اخرى أن ما لا يقل عن 13 ناقلة نفط تابعة لمجموعة عوفر رست في مرافىء ايرانية خلال السنوات العشر الاخيرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق