استضافت جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الاثنين الماضي، وفدًا من طلاب كلية الهندسة المعماريّة في جامعة ميونيخ للعلوم التطبيقيّة، الذين قاموا بتطوير مشاريع معماريّة لإعادة تأهيل وترميم البلدة القديمة في مدينة رام الله بمرافقة المحاضرة العراقيّة الأصل البروفيسور دنيا كارتشر، وقام الوفد خلال هذا الأسبوع بجولات معماريّة في المدن التاريخيّة: يافا وحيفا والناصرة وعكا.
خلال زيارته لمدينة الناصرة، زار الوفد مقرّ جمعيّة الثّقافة العربيّة حيث التقى مع د. روضة عطا الله، مديرة الجمعيّة، وتعرّف على مشاريع الجمعيّة ورؤيتها، لا سيما مشروع "العمارة والهويّة" الذي يركّز على ربط التخطيط المعماري بالهويّة والموروث الحضاريّ والثقافيّ ومشهديّة المكان، من خلال تنظيم دورة العمارة والهويّة للمعماريين العرب، والتي زاروا خلالها القاهرة وعمّان والتقوا مع أهمّ المعماريين في العالم العربيّ كما زاروا مدن الضفة الغربيّة وتعرّفوا على مشاريع الترميم فيها، ومن خلال تنظيم المؤتمرات والأيام الدراسية في هذا المجال.
وتحدّثت د. عطا الله عن عوامل تشويه العمارة العربيّة في الداخل كانعكاس لتشويه الهويّة عمومًا، مشدّدة على تأثير مصادرة الأراضي والتضييق وحرمان البلدات العربيّة من التخطيط الحضريّ، وبناء التجمعات السكانيّة اليهوديّة على رؤوس الجبال كجزء من علاقات القوّة والسيطرة، والانقطاع الثقافيّ عن العالم العربيّ وعن التاريخ الفلسطينيّ، بالإضافة إلى هيّمنة الأسلوب المعماريّ الإسرائيليّ على المعماريين الذين يدرسون في الأكاديميا الإسرائيليّة وتغييب العلاقة بين العمارة والهويّة الثقافيّة.
كما قام المهندس المعماريّ نظمي حبيب الله بتقديم مداخلة حول إشكاليات وعوائق إعادة تأهيل المراكز القديمة للمدن التاريخيّة في ظلّ السياسات الإسرائيليّة، كما اصطحب المعماريّ شريف صفدي الوفد بجولة في البلدة القديمة في الناصرة تعرّفوا خلالها على المعالم المعماريّة التاريخيّة والدينيّة في المدينة.
وكان الوفد الطلابيّ الألمانيّ قد زار مدن يافا وحيفا وعكا أيضًا، والتقى بمجموعة من الناشطين والمختّصين في التاريخ وفي العمارة، كان بينهم عضوا إدارة الجمعيّة د. جوني منصور (حيفا) وسامي أبو شحادة (يافا)، واستمع الوفد إلى شرحٍ حول التاريخ العريق لهذه المدن، وحول السياسات الإسرائيليّة لطمس معالمها وتهويدها المكان وترحيل سكّانها العرب والتضييق الشديد عليهم وهدم بيوتهم، كما شاهد الوفد أهمّ المعالم المعماريّة في هذه المدن التاريخيّة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق