ماذا سيقول أوباما لنتنياهو بعد رفضه المشروع الأميركي؟





عندما يعلن الرئيس أوباما باسم الدولة والإدارة الأميركيّة أنّ خطّته هي إقامة دولة فلسطينيّة على حدود 4 حزيران، وفي الوقت نفسه يرفض رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو تلك الخطّة فماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ البيت الأبيض لا يمون على مركز القرار الإسرائيلي في القدس وأنّ اسرائيل ترفض القرار الأميركي في الوقت التي تحصل فيه على كلّ الدعم الأميركي من أموالٍ وأسلحة.
كيف ينظر العرب إلى الإدارة الأميركيّة؟ إنّهم ينظرون على أنّ أوباما عاجز عن تنفيذ أفكاره وخطّته للتسوية في الشرق الأوسط. رضي الفلسطنيون بإقامة دولة فلسطينيّة على 22% من الأرض الفلسطينيّة وترفض إسرائيل إعطاءهم حتّى 22% وتأخذ 78% من أرض فلسطين.
الشعور العربي العام هو أنّ أميركا غير قادرة على التسوية. وإذا كانت قد ألزمت السلطة الفلسطينيّة بالقبول بدولة منزوعة السلاح على مساحة 22% من الأرض الفلسطينيّة واسرائيل تسيطر برّاً وبحراً وجوّاً على الحدود كافة، فإنّ من حقّ الفلسطينيين أن يعتبروا أنّهم لا يستطيعون الاتّكال على السياسة الأميركيّة وبالتالي يصابون بخيبة أمل. لا بل يعتبرون أكثر من ذلك أنّ أميركا ليست منحازة إلى إسرائيل بل هي حليفة إسرائيل وهي ضدّ وجودهم ومصالحهم وضدّ إقامة دويلة فلسطينيّة صغيرة قرب إسرائيل.
الرئيس أوباما أعلن خطّته واعتبرها خطّة متواضعة لحلّ الأزمة وهي تعطي إسرائيل الحقوق الكبرى لا بل تعطيها 90% من التسوية ومع ذلك وافق الفلسطينيون ورفض نتنياهو باسم إسرائيل أفكار ومشروع أوباما.
سؤال مطروح على الشعب العربي والشعب الأميركي. السؤال المطروح على العرب هو ماذا يفعلون كي لا تنحاز أميركا إلى إسرائيل وتقدّم لها الأسلحة والأموال وهي ترفض التسوية، ونحن نتحدّث عن التسوية الأميركية، ذلك أن إسرائيل حليفة أميركا ترفض المشروع الأميركي للتسوية ولا نقول إنّها ترفض التسوية العربيّة للمشكلة الفلسطينيّة.
وفي المقابل كيف يمكن أن نقنع العرب بضرورة محبّة أميركا وإقامة علاقة جيّدة معها وهي تعاملهم بمستوى أقلّ من قيمة الإنسان حيث يبقى 3 ملايين فلسطيني في بيوتٍ من تنك ومخيمات وأرضهم تأخذها إسرائيل.
من جهةٍ أخرى نسأل الشعب الأميركي الإنساني والأخلاقي ونحن لا نسأل إدارته التي تحكمها السياسة الإسرائيليّة أو التي ترفضها إسرائيل لسياستها والسؤال هو: هل يرضى بمعاملة شعبِ كامل مثل الشعب الفلسطيني المؤلّف من 7 ملايين ثلثه يقع تحت الإحتلال والثلثان يعيشان في المخيمات؟ هل يعرف أنّ 63 سنة مرّت ولم يلتقِ الأخ أخاه من الشعب الفلسطيني لأنّ العائلات مشرّدة وممنوعٌ عليها أن تلتقي؟ وأسئلة كثيرة نوجهها إلى الشعب الأميركي الذي يتحدّث وهو مقنع بحقوق الإنسان. هل حقوق الإنسان أن تكون دولة إسرائيل قويّة لديها كلّ الأسلحة والأموال والشعب الفلسطيني مشرّد يعيش في المخيمات، فقيراً ولولا مساعدات الأونروا UNRWA له فإنّ مدخوله الشهري 12$.
ثمّ يسأل الشعب الأميركي لماذا تقوم منظمات إسلاميّة متطرّفة ضدّه والواقع أنّ لا المسيحيين ولا المسلمين يكرهون أميركا بل يحبّونها، إنّما يكرهون سياسة الإدارة الأميركيّة. لذلك هل مسموح أن يستمر الشعب الأميركي لا يفعل شيئاً تجاه شعب فلسطين المشرّد؟
جلس أوباما في البيت الأبيض مع نتنياهو وشرح له كيف أنّ أفكاره تضمن لإسرائيل حقوقها وتضمن أميركا بالتالي أمن إسرائيل والعودة إلى حدود 4 حزيران مع تبادل اراضٍ أي أن تبقى المستوطنات الإسرائيليّة ضمن الدولة الفلسطينيّة الجديدة المقامة على 22% فقط من أرض فلسطين مقابل إعطاء الفلسطينيين 3% من صحراء النقب وهذه الثلاثة بالمئة لا تفعل شيئاً ولا تتسع لأكثر من 5000 شخص خاصّةً أنّ صحراء النقب تحتاج إلى تأمين الحياة فيها وشقّ طرقات للإقامة فيها بينما إسرائيل تحصل على مستوطنات في الضفة الغربيّة مع كلّ الطرقات والغنى في الحياة وتأخذ المواقع الاستراتيجية في الدولة الجديدة مقابل إعطاء 3% لا قيمة لها جغرافيّاً وبشريّاً.
أجاب نتنياهو أنّه يرفض مشروع أوباما ونحن لا نخترع جواباً بل هذا ما قاله نتنياهو أمام الإعلام وقال إنّ إسرائيل ترفض العودة إلى خطّ 4 حزيران وترفض الأفكار الأميركيّة. لذلك يقف 300 مليون عربي مدهوشين أمام سكوت أميركا عن احتلال إسرائيل ورفضها الأفكار الأميركيّة ولذلك فإنّ كلّ شيءٍ منتظر لأنّ العرب بدأوا يعتبرون أميركا معادية لهم طالما أنّها أخذت موافقة العرب على تسوية ليست لمصلحتهم ورفضتها إسرائيل ولم نسمع جواب الرئيس أوباما عن رفض نتنياهو حدود 4 حزيران.
مؤسفٌ أن يقف الأميركيون في عداء مع العرب لأنّ إسرائيل لا تريد التسوية وأميركا لا تريد المساعدة القليلة للعرب وقد مضى على الفلسطينيين 63 سنة في المخيمات ولهم الحقّ في ان يسكنوا منازل مع عائلاتهم.
السؤال هو ماذا تفعل أميركا إزاء رفض إسرائيل لسياستها؟ والجواب هو أنّه طوال 50 سنة تعوّدنا رفض إسرائيل للأفكار الأميركيّة للحلّ ولم تفعل أميركا شيئاً بل زادت من دعهما لإسرائيل بالأموال والأسلحة، من هنا فإنّ العالم العربي والأميركي سيذهبان إلى عداء وكراهيّة لأنّ لا عدالة في السياسة الأميركيّة تجاه العرب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Translation


About this blog

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

فيديو هات

أرشيف المدونة

عينة نص

صور

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلان